ية ولا يرفعه إلي هذه السماوات إلا الحب.. منتهي الحب الذي يفني به العابد عن نفسه وعن الدنيا شوقا الي خالقه.وما حب الإنسان
للمرأة.. وما حب الإنسان للفن.. وما حب الإنسان للجمال.. إلا خطوات الدليل الخفي الذي يقودنا إلي الله.. إلي المحبوب الوحيد
الذي يستحق الحب.. إنها محطات سفر إلي المحطة النهائية .. محطة الوصول.مرة بعد مرة يكتشف الإنسان أن موضوعات حبه لا تملك وجودا
حقيقيا.. فالوردة تذبل والشمس تغرب والمرأة تشيخ والجديد في الفن يبلي.وما رآه في المرأة جمالا يكشف أنها لاتملكه وأنه
يزايلها بالشيخوخة.. إنه لم يكن جمالها.. لقد كان وديعة أودعت عندها ثم استردها صاحبها..وتبرد الشهوة.. وتفتر العاطفة..ويتجه
الرجل بحبه إلي امرأة أخري لتتجدد الخيبة ويتجدد الملل ويتجدد الضجر..لا.. إن حبه أكبر من أن تستوعبه ذراعان..إن حبه يعبر به
الغايات المحدودة ويتجاوزها إلي قيم الفن والجمال والخير والعدالة والحقيقة.وهو علي عتبة هذه المجردات يكتشف أنه يريد
الله بكل حبه.فهو الواحد الذي تتجسد فيه كل هذه القيم اللانهائية.هو اللامحدود في مقابل المحدود.ها هو أخيرا يجد
الجواب عن السؤال اللغز الذي طالما حيره لماذا خلقت.. لماذا وجدت في هذه الدنيا؟!هو الآن يعرف لماذا خلق.ليصل إلي حقيقة
نفسه.
وليدرك إلهه. وهو كل يوم يملأ ورقة الامتحان ويجيب عن الأسئلة الأزلية: من أنت؟ماذا تريد أن تقول؟ماذا تريد أن تفعل؟ماذا تخفي في قلبك؟ليكشف عن مكنونه ويحقق ذاته ويقوده حبه
لنفسه وحبه للمرأة وحبه للجاه والسلطان إلي يأس بعد يأس وملل بعد ملل وإحباط بعد إحباط حتي يشرق فيه حب الحق ليدله علي
الطريق.. إلي الواحد الأحد الذي تجتمع فيه كل الكمالات.ويزداد حبه عمقا ليصبح عبادة وصلاة.. ... Les hele novellen
Du må være innlogget for å skrive en kommentar
Login og kommentere