النطفه والحرام

عاش رجل طيب زاهد عابد في قرية كانت تقع على طريق التجار وكان يعيش مع زوجته ولم يكن لهما أطفال

بقيا سنين على هذا الحال كان عمل هذا الرجل هو استقبال التجار القادمين من اماكن بعيدة يبيتون عنده في بيته

فأذا اصبح الصباح غادرو وسلموه ماتجود به ايديهم وكان هذا الرجل مثلا للخلق الحسن والمحبة لدى الناس

وفي يوم من الايام حدث ماكان الزوجين ينتظرانه من سنين فقد حملت المرأة ومرت بمرحلة الوحام

وماكان الرجل مقصرا ابدا

وبعد انقضاء فترة الحمل رزقا بولد فرحا كثيرا لحد الجنون

وكبر الولد واصبح مراهقا ولكن الشكوى بدأت ممن حولهم ومن التجار القادمين ان ابنهم فعل كذا او كذا وهل من المعقول هذا ابنكم ؟

تحير الرجل لماذا ابنهم الذي ربوه تربية سليمة يكون بهذا السوء

وهنا لم يبق الا ان يستشيرا رجلا عارفا

وفعلا قام الرجل بهذه الخطوة وكان اول سؤال يسأله العارف هل اكلت حرام ؟ الرجل كلا وزوجتك ؟ لا مطلقا

العارف تأكد منها عاد الرجل الى بيته متحيرا وسأل زوجته فأنكرت وبعد برهة قالت في يوم من الايام وفي وحامي

اشتهت نفسي رمان فذهبت للبقال وقلت له أريد كيلو من الرمان شرط ان يكون حلو المذاق

فأعطاني رمانة وقال تذوقي فذقتها ولم تكن بالوزن أيعقل ان تكون حراما ؟

وفي اليوم التالي عاد الرجل للعارف الشيخ فقص عليه القصة فقال العارف نعم انه السحت اذهب وتصالح مع البقال وذهب الرجل وسأل البقال عن ثمن كيلو الرمان وما ثمن التذوق فضحك البقال وألح الرجل فقال اعطني فلس واحد للتذوق فقام الرجل وأعطاه أربعة فقال هذا كثير قال الرجل فقط أدعو لأبني فدعا البقال لابن الرجل الذي انصلح حاله بعد ان وفي دين البقال

انظرو أحبتي تذوقت رمانة فسد حال ابنها فكيف للذين امتلأت بطونهم حراما وما الذي سيورثوه للمجتمع والامة

وقانا الله واياكم زاد الحرام والسحت تحيتي لكم